شوشرة

 


صباح السبت، عقارب الساعة تشير إلى الثامنة وخمس وعشرون دقيقة. لا أدري لماذا استيقظت مبكرًا رغم إني عاهدت نفسي مرارًا أن أقضي صباحات "الويكند" في النوم وتعويض ما فاتني. 

 مخي مضطرب مذّ فترة. لربما كان هذا هو سبب استيقاظي؟ أم أن الكابوس الذي راودني للتو هو السبب؟ لا أدري ولكنّي استيقظت بنشاط غير مُعتاد، نشاط افتقدته مؤخرًا، نشاط دفعني إلى تنظيف البيت وتحضير الإفطار والكتابة. 

فكرت في إن الكتابة ستساعدني على ترتيب هذا الاضطراب الذي يشوش أفكاري. لماذا أشعر بما أشعر به الآن؟ ما المحفز الذي أثار كل هذه الجلّبة داخل رأسي. لربما كان السبب عملي الجديد؟ لكنّي لم أعد هناء السابقة، بتّ أكثر هدوءًا اليوم ولم يعد التنافس ومحاولة إثبات الذات هاجسًا لي فقد أثبتها منذ زمن! إذا ما السبب؟

سألت نفسي: لما لا أجرب طريقة "أللماذات الخمسة" فلطالما كانت مجدية معي؟ أغمضت عيني، وبدت بالغوص عميقًا... عميقًا حتى وصلت لأعماق ذاتي، ورحت أجيب عن اللماذا الأولى، ثم الثانية… حتى وصلت الخامسة! وجدتها! وضعت يدي أخيرًا على ما قضّ مضجعي، عرفت سر هذه الشوشرة.

كانت المفاجأة، إن سر هذه الشوشرة هو أنني ارتحت. نعم حقيقة، هذا هو السر! راحتي اليوم سببت لمخي الذي لم يهدأ سابقًا شوشرة غير معتادة! لقد انطلق أحبتي كلٌ منهم في طريقه متحملًا مسؤولياته وحده. لم أعد أقلق كالسابق، لم أعد أحمل هم الاحتمالات التي قد تصادفهم، لم أعد أحاول تعديل أرائهم أو تغيير اختياراتهم بما أراه مناسبًا، تركتهم يعيشون التجربة كما هي، تركتهم يذوقون طعم نجاحاتهم ويتحملون مر خساراتهم دون تدخل، تركتهم يعيشون تجاربهم ويتعلمون منها، وهذا ما سبب لعقلي كل هذا الاضطراب. مضطرب لأنه لم يعد يخطط ويقلق ويترقب، مضطرب لأنه استراح اليوم على غير العادة! 


تعليقات